Skip to content Skip to footer

فلنمتثل لروح رمضان السمحة

الخدمات للمعتمرين والزوار خاصة خلال شهر رمضان المبارك. وشرح الشيخ الجليل، وهو أحد أفضل كبار أئمة المسجد الحرام، الخطط والإجراءات التي يجب على موظفيه القيام بها لتمكين المعتمرين والمصلين من أداء شعائرهم بسهولة ويسر.
وتأتي توجيهات الشيخ السديس في وقت يستعد فيه الحرمان الشريفان لاستقبال الأعداد الضخمة من المعتمرين والزوار الذين يأتون من داخل المملكة وخارجها للعبادة والدعاء خلال شهر. رمضان المبارك
ويقتضي واجب الضيافة أن نقوم بكل الإجراءات، ونقدم كل الخدمات التي تمكن المعتمرين والزوار من أداء عبادتهم في جو من الروحانية والهدوء النفسي والطمأنينة.
لكن، وآهٍ من كلمة لكن، يشتكي كثير من المعتمرين والزوار من سوء تعامل الموظفين المكلفين بخدمتهم. وقد شاهدت، كما شاهد الكثيرون غيري، التعامل الجاف الذي يفتقر إلى أبسط قواعد اللياقة من بعض موظفي الرئاسة العامة تجاه المعتمرين والزوار.
ويتعامل هؤلاء الموظفون مع المعتمرين والزوار بكثير من الغلظة وعدم الاحترام لمشاعرهم الإنسانية، خاصة أن منهم من جاء إلى المملكة من مكان بعيد لأداء العمرة في هذا الشهر الكريم، امتثالاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن عمرة في رمضان تعدل حجة معه.
ويتجاهل بعض هؤلاء الموظفين، ولن أقول الكثيرين منهم، قدسية المكان وقدسية شهر الصوم الكريم، ولا يعيرون أدنى اهتمام بالمسافات الطويلة والمشاق الجمة التي يكون بعض الزوار والمعتمرين قد تعرضوا لها في سعيهم للوصول إلى الحرمين الشريفين.
ومن أجل تلافي هذه الأمور السلبية، والممارسات الخاطئة أو التقليل منها قدر الإمكان، يجب على الرئاسة العامة تدريب موظفيها على المهارات السلوكية، وتعليمهم على الأقل لغة أجنبية، وتعريفهم على الثقافات المختلفة لكي يستطيعوا التعامل الإنساني الراقي مع آلاف المعتمرين والزوار الذين يفدون على بلادنا من مختلف دول العالم.
وعلى هؤلاء الموظفين أن يعرفوا كيف يخاطبون الزوار والمعتمرين بما لا يجرح مشاعرهم أو يعطيهم صورة سلبية عن بلادنا المشهورة بكرم الضيافة وحسن الوفادة. إن الصوت العالي والسلوك العدواني لن يكون مقبولا مع أي زائر أو معتمر، خاصة وهو قد قطع الفيافي حتى يصل إلينا. ومن غير اللائق أيضا أن يؤشر الموظفون المسؤولون عن خدمة المعتمرين والزوار بالعصا أو رفع الإصبع لتوجيههم وإرشادهم. إن مثل هذا التصرف المرفوض قد يخرج المعتمر أو الزائر عن وقاره، إن لم نقل إنه سيفقده التركيز في العبادة والدعاء. وأنا هنا لا أعفي المعتمرين والزوار من المسؤولية، فعليهم أن يلتزموا بالتعليمات التي تهدف إلى تمكينهم من أداء شعائرهم بسهولة ويسر حتى يرجعوا إلى بلادهم سالمين وغانمين. وعلى المعتمرين ألا يتزاحموا خاصة حول الحجر الأسود مما قد يكون خطراً على حياتهم. وقد ترى معتمراً يزاحم الآخرين في الطواف فيصطدم بهذا ويعوق ذاك فقط لكي يتقدم في مساره، علماً بأن الطواف يجب أن يتم بنظام وهدوء.
وبعض المعتمرين والزوار يحضرون معهم أطفالهم، وهذه سنة حميدة لغرس القيم الإسلامية النبيلة في نفوس هؤلاء الأطفال، غير أنهم يتركونهم يلهون ويلعبون في الحرم، مما يزعج المصلين ويخرجهم عن السكينة المطلوبة في أداء الصلاة. ويجب أن يتذكر هؤلاء الآباء أن الحرم الشريف مكان للعبادة وليس ملعباً لأطفالهم.
وعلى حجاج الداخل أداء فريضة الحج مرة واحدة في العمر، وأداء عمرة واحدة في رمضان حتى يعطوا الفرصة للآخرين لأداء الفريضة والعمرة في راحة وطمأنينة.
ومن المظاهر السالبة الأخرى في رمضان التي أشار إليها الشيخ السديس رفع مكبرات الصوت في صلاة التراويح والتهجد في جميع مساجد المملكة، مما قد يزعج السكان المرضى والعجزة وكبار السن والأطفال، ويحرمهم النوم الذي قد يكونون في حاجة ماسة له. وهذه المكبرات لا تخدم غرضاً، حيث إن الآيات التي تتم تلاوتها لا تخرج واضحة، ولن تفيد المستمعين خارج المسجد، ناهيك عن الضوضاء والإزعاج. وبهذه المناسبة فقد حذرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والدعوة والإرشاد أئمة المساجد من رفع مستوى مكبرات الصوت وقصرها داخل المسجد في غير الأذان والإقامة.
إن الشيخ السديس رجل قامة، وروح شفيفة، وإنسان شديد الأدب والتهذيب. وقد أسعدني الحظ بأن سافرت معه إلى الولايات المتحدة قبل عدة سنوات. وهو نموذج حي للمسلم الحقيقي.
وأتمنى من كل قلبي أن يستمع موظفوه لتوجيهاته حتى نستطيع تقديم خدمات أفضل للمعتمرين والزوار خلال هذا الشهر الكريم وطوال العام.

خالد المعينا

Leave a comment