Skip to content Skip to footer

نضال ملالا البطولي من أجل تعليم البنات

أعلنت أكاديمية جائزة نوبل السويدية يوم الجمعة الماضي عن فوز الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي بجائزة نوبل للسلام عن عام 2014 مناصفة مع الناشط الحقوقي الهندي كيلاش ساتيارثي الذي كرس حياته مناهضاً لعمل الأطفال الصغار.

وملالا التي تبلغ السابعة عشرة من العمر، هي أصغر فائزة بهذه الجائزة العالمية المرموقة منذ أن بدأ تقديمها عام 1901.

واشتهرت ملالا بسعيها الدؤوب ونضالها المستمر من أجل توفير التعليم للفتيات في جميع أنحاء العالم.

 وتعرضت ملالا عندما كانت في الرابعة عشرة من العمر إلى طلق ناري في رأسها وهي في طريقها إلى مدرستها حيث استهدفها غلاة طالبان الذين يعارضون تعليم المرأة ويريدونها حبيسة الجدران.

ورغم فداحة إصابتها التي كادت تودي بحياتها، إلا أن ملالا قد تحدت فكر طالبان الظلامي واستمرت في مواصلة تعليمها كاشفة عن وجهها وهو ما زاد من غضب طالبان عليها.

 وقد أسعد خبر فوزها بجائزة نوبل للسلام شعب وحكومة باكستان، باستثناء المتطرفين، ووصفها رئيس الوزراء نواز شريف بأنها فخر للبلاد.

 وساند الشباب الباكستاني، خاصة النساء، ملالا في حملتها لتحدي طالبان، وأدانوا بأشد العبارات محاربة طالبان لتعليم البنات وتفجيرها لمدارسهن. وفي هذا قال أحد المواطنين الباكستانيين إنه باستثناء طالبان فكلنا يريد أن يرى بناته في المدرسة.

 وجاء فوز ملالا بجائزة نوبل للسلام بسبب نضالها المستميت لتعليم المرأة ضربة قاصمة للظلاميين ليس في باكستان فقط بل في جميع أنحاء العالم فها هي فتاة صغيرة تتحدى الجهل والكراهية والتفرقة بين الرجل والمرأة في التعليم وتكاد تفقد حياتها بسبب جهادها الحقيقي نحو الاستنارة والتقدم وليس جهاد التكفيريين الذين أفرغوا الجهاد من معانيه النبيلة وأساؤوا كثيراً للإسلام دين الخير، والجمال، والمحبة والتسامح.

 وقد اتهمت ملالا وأسرتها بأنهم عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي.آي.إيه وبأنهم أعداء للدولة غير أن هذه الاتهامات الجائرة لم تثن من عزيمتهم ولم تفت من عضدهم.

واختارت ملالا مواصلة النضال من أجل تعليم المرأة واتخذت من هذا الأمر رسالتها في الحياة لكن الطريق لا يزال طويلاً أمامها ولم يصل إلى نهايته بمجرد فوزها بهذه الجائزة المرموقة. وقالت إنه لن يهدأ لها بال حتى ترى البنات الصغيرات حتى في الأرياف والمناطق النائية يمشين إلى مدارسهن بدون خوف من رصاص غادر ينهال على رؤوسهن.

 وقد ألهمت ملالا ملايين الفتيات الصغيرات بمواصلة تعليمهن من أجل اكتساب المعرفة والمساعدة في تنمية بلدانهن متحديات بذلك العوائق التي يضعها المتشددون في طريقهن مثل طالبان أو شح موارد أسرهن.

 وملالا، هذه الفتاة الصغيرة هي داعية سلام ومحبة بين الشعوب على اختلاف أعراقهم ومعتقداتهم وهي نصيرة القضية التي نذرت نفسها لها وهي تعليم المرأة ولا غرو أن وجدت الدعم والمساندة من كل شعوب العالم التي تعتبر تعليم المرأة أولوية قومية قصوى.

 وقد اكتسبت ملالا الصغيرة احترام العالم ومحبته وبالإنابة عن كل الشعوب المحبة للسلام وعن كل رجال ونساء التعليم نتمنى لها النجاح في رسالتها السامية وفي حياتها العامة والخاصة.

خالد عبدالرحيم المعينا

Leave a comment