Skip to content Skip to footer

لله درك شيخ أحمد الغامدي

الشيخ أحمد الغامدي، الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، تلقى تهديدات بالقتل بعد إصداره فتوى تقول إن حجاب المرأة ليس ضروريا أن يغطي الوجه والكفين.

وظهر الشيخ أحمد مؤخرا في أحد البرامج التلفزيونية وبجواره زوجته التي كانت تكشف عن وجهها فقامت عليه الدنيا ولم تقعد.
والشيخ أحمد الغامدي ليس غريبا على التهديدات فقد تلقى منها الكثير في السابق على آرائه الفقهية حول الحجاب، وقيادة المرأة للسيارة، والظهور على شاشات التلفزيون وغيرها من قضايا دينية واجتماعية جعلته هدفا مستباحا لدعاة الغلو والتشدد. ومؤخرا ازداد عدد نقاد الرجل ومهاجموه، وازداد عدد الحملات المناوئة له لا لسبب غير أن الرجل عبر عن آرائه الفقهية بكل شجاعة ووضوح. وأصبح الهجوم عليه مثار الحديث المجتمعي بين مؤيد ومعارض وسمعت أحد سكان مدينة جدة يقول إن أبواب الجحيم قد فتحت على الرجل وأن المتشددين قد ركبوا موجة الهجوم لتقطيع لحمه وهرس عظامه.
وقال آخر إن المتشددين يريدون أن يختطفوا الإسلام ويحتكروه بمجرد إطلاق لحاهم وتقصير ثيابهم.
ومن المفارقات المؤلمة أن الهجوم على الشيخ أحمد الغامدي أصبح مكشوفا ومباحا لدرجة أن حياته نفسها أصبحت في خطر وأن كل الجبهات قد فتحت عليه بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة مباحة للهجوم على الشيخ الجليل مما قد يقع تحت طائلة القانون في الغرب، ويعد افتراء على الرجل وتشويها لسمعته.
وقد وصلت رسائل الكراهية على الانترنت حدا جعلني أقلق على سلامة الرجل الشخصية، إذ قد يقوم أحد أدعياء التدين بمهاجمته وإيذائه جسديا. ماذا تعني هذه الحملة المحمومة ضد رجل كل ذنبه أنه جأر برأيه الصريح في بعض القضايا الفقهية الخلافية؟ إنها تعني ببساطة أن بعض مجتمعنا غير قادر على التسامح واحتمال الرأي الآخر وأنه أصبح مليئا بالأمراض الاجتماعية المخيفة ومنها التعصب الأعمى للرأي أو وجهة النظر. وتعني هذه الحملة الشرسة أيضا أن الفكر المتشدد قد تغلغل عميقا في مجتمعنا وأن المتطرفين أعطوا أنفسهم الحق في تمزيق أي شخص يتجرأ ويختلف مع فكرهم المتطرف.
ويتناسى أو يتغافل هؤلاء المتطرفون عن سماحة الدين العظيم الذي لم يفرض نفسه على الناس بالقوة، إذ يقول الله جل شأنه في كتابه العزيز «لا إكراه في الدين» ويقول مخاطبا المشركين «لكم دينكم ولي دين».
وبينما تخاطب هذه الآيات الكريمة المشركين إلا أننا أهملنا التمسك بها واحترامها في مجتمعنا.
وأعتقد أن الوقت قد حان لنقف جميعا صفا واحدا خلف الشيخ أحمد الغامدي وندعم موقفه الصحيح في مواجهة التطرف والمتطرفين وأن نرفض بصوت جهور ومواقف صلبة كل دعوات التشدد والتطرف في دين سمح يدعو للتسامح واحترام الناس والمحافظة على كرامتهم.
ويجب ألا نسمح لأي إنسان بفرض آرائه علينا أو إجبارنا على الانصياع لأفكاره وآرائه، خاصة أن مجال الاختلاف في المسائل الفقهية مفتوح بل وصحي للوصول إلى المواقف الصحيحة.
ومن غير المعقول في هذا الزمن أن نسمح لأي كائن بالتنمر علينا وزرع الخوف في نفوسنا والسيطرة على حياتنا أو فرض هيمنته على الناس باسم الدين وكأنه الوكيل الشرعي لله سبحانه وتعالى في أرضه.
ولا يجب أن نسمح لبعض الأفراد أن يسيطروا على أفكارنا وأن يطبقوا العادات القبلية والاجتماعية بديلا لثوابت الدين.
وكما بين لنا الله سبحانه وتعالى فإنه لا رهبانية في الإسلام ونحن جميعا سواسية أمام الحق عز وجل وسوف نقف جميعا أمامه في يوم الحساب، حيث لا ظلم ولا وساطة ولا جاه إلا للذي أتى الله بقلب سليم.
ويجب أن يعلم الأوصياء على الدين أننا جميعا مسلمون في هذا البلد وأننا نعرف تعاليم الدين ومقاصده وقيمه وشريعته المتمثلة في الوسطية والإنسانية والسماحة.
إنني لا أعرف الشيخ أحمد شخصيا وإن كان هذا يسعدني ويشرفني، لكني سأظل أدافع عنه وعن كل صاحب فكر وسطي ومستنير وقناعات سليمة.
وفي موجة الهجوم عليه، التي قد تصل حد الاعتداء عليه وعلى أفراد أسرته، أقول له إن الله هو الحامي وهو خير حافظا.

خالد عبدالرحيم المعينا

Leave a comment