Skip to content Skip to footer

لنعمل معا من أجل مستقبل أفضل

أحداث كثيرة وقعت في هذه البلاد خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، لعل أبرزها كان إعلان برنامج التحول الوطني، ورؤية 2030 التي تهدف إلى تحرير الاقتصاد من عبودية النفط، وتنويع مصادر الدخل والارتقاء بالمملكة إلى مصاف الدول الكبرى.

وصدر خلال هذه المدة العديد من الأنظمة والقوانين المتعلقة بالأمور الحكومية والعامة، كما أعلنت منذ أيام قليلة ميزانية الدولة للعام 2017.
واشتملت الميزانية على فرض رسوم جديدة على المقيمين سيبدأ تطبيقها عليهم اعتبارا من أول يوليو المقبل.

وأحدث إعلان الميزانية حراكا مجتمعيا، حيث بدأ الناس يتحدثون عنها في اجتماعاتهم الخاصة في بيوتهم ومجالسهم ومكاتبهم، وتنوعت الأحاديث بين التأييد والتساؤل عن أسلوب الإدارة الحديث، حسبما وصفه أحدهم.

وبالطبع، وكما هي العادة، قامت قطاعات معينة من الإعلام بالإشادة والتقريظ، بينما نقلت قطاعات أخرى الأخبار كما جاءت بدون تعليق، ولم يتورع بعض آخر من الانتقاد وأنا منهم.

إننا مواطنون وشركاء في هذا الوطن الجميل ولا مندوحة إن انتقدنا أو أوضحنا المثالب، لأن مستقبل هذه البلاد يهمنا ويعنينا تماما مثل أي أحد آخر، لهذا فعلى المستطيعين منا أن يتساءلوا ويبحثوا مثلما فعلت شخصيا.
ومن المعروف أن العمل في الإعلام الإنجليزي يكسب الإنسان قدرة على التحليل والتأمل، وهو يصير منتقدا في بعض الأحيان، وهذا ما حدث معي، حيث عملت سنين طويلة في الصحافة الإنجليزية السعودية.

وعندما قمت بتحليل الأحداث وأداء الحكومة، تأكدت وكثيرون غيري أن الدماء بدأت تسيل في عروق الوطن بعد سنين طويلة من الاحتباس والتوقف، وزاد من الإحساس بعودة الحياة الوضوح والشفافية التي بدأت الحكومة تعالج بها كل الأوضاع.

ولعلها المرة الأولى التي يتاح فيها للصحفيين والإعلاميين وكتاب الرأي النفاذ المباشر والمعرفة الكاملة لكل ما يدور في الكواليس، ويتضح هذا بجلاء من خلال الاجتماعات التي عقدها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الإعلاميين والاقتصاديين قبل إعلان الميزانية.
وقد أجاب الأمير بكل صراحة، وشفافية، ووضوح على كل الأسئلة بدون أن يخلط الأوراق أو يتلعثم في الكلمات.

وغني عن القول إن مثل هذه الاجتماعات تولد الثقة لدى المجتمع، وتجعل المواطن على وعي ودراية بالتحديات التي تواجه الوطن، والخطوات والإجراءات المتخذة لمقابلتها.

وباختصار، نجد الآن لدينا الشفافية الكاملة أكثر من أي وقت مضى، وأمامنا هدف واضح ومحدد نسعى للوصول إليه، مما يشيع التفاؤل والأمل وسط أفراد المجتمع.
إننا نعيش في عالم عربي مثقل بالهموم والمشاكل والقلاقل والاضطرابات، حيث نشهد الدمار والخراب والفوضى من حولنا، كما أن بعض أفراد مجتمعنا قد انساقوا وراء الضلال والأيديولوجيات الإرهابية. وقد ذكرت إحدى الصحف المحلية مؤخرا إن أكثر من ألفي سعودي يقاتلون إلى جانب المنظمات الإرهابية في الخارج، وأن 73 منهم ينتظرون المحاكمات في الخارج بتهم الإرهاب.

ويجب أن تدق هذه الأرقام أجراس الخطر في آذاننا، مما يستلزم أن يكون كل أفراد المجتمع على علم ودراية بما يدور في بلادهم وما يحاك ضدهم من مؤامرات.

ويجب أن نكون على علم ودراية بأن عددا من السياسات الاقتصادية يتم تنفيذها حاليا لوضع المملكة على المسار الصحيح. وهذه السياسات قد تكون مؤلمة الآن، خاصة وقد تعود مجتمعنا لسنوات طويلة على حياة الدعة والرخاء، لكن نتائجها على المدى غير البعيد ستكون إيجابية، وسننعم بعدها بالخير الوفير، إن شاء الله.

وعلينا جميعا أن ندرك أن الزمن قد تغير، وأن نصحو على هذه الحقيقة الواقعية حتى لا نعيش في الخيالات والأوهام.
وكل ما نحتاج إليه لبلوغ غاياتنا المنشودة هو حسن الإدارة، والحوكمة، والشفافية، وإنهاء الفساد وعلى رأسه الواسطة والمحسوبية، وهي المسائل التي تعمل الحكومة الآن جاهدة على إنهائها.

والعنصر المهم في الرؤية التي ستنقلنا إلى آفاق أوسع وأرحب هم الشباب من الجنسين، المسلحون بالأمل والتفاؤل والديناميكية، والعازمون على تحقيق رؤية 2030 التي ستخلق لنا اقتصادا قويا وتضمن لنا العدالة الاجتماعية والمساواة.
وأنا متفائل بأن هذا سيحدث، وما علينا إلا العمل جميعا بيد واحدة لتحقيقه وضمان غد أفضل لبلادنا وشعبنا.

خالد المعينا

Leave a comment