Skip to content Skip to footer

الوزراء الجدد وضرورة تحسس نبض الشارع

التعديل الوزاري الذي أعلن في المملكة مؤخراً والذي شهد دخول تسعة وجوه جديدة للوزارة للمرة الأولى كان حديث المجتمع ومثار تعليقات المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي.
ومما لا شك فيه أن الوزراء الجدد سيتعرضون لاختبارات قاسية لأن تعيينهم في هذه المناصب قد جاء في وقت دقيق من تاريخ المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
فعلى الصعيد الخارجي، تشهد بعض الدول المجاورة لنا الاضطرابات والقلاقل السياسية بل والعنف والحروب المدمرة، حيث تراق الدماء وتزهق الأرواح.
وعلى الصعيد المحلي لا يزال الإرهاب والفكر المتطرف، والغلو والطائفية تشكل تهديداً كبيراً لنا. أضف إلى ذلك الانخفاض الكبير والمستمر في أسعار البترول وبالتالي انخفاض المداخيل المالية مما يستلزم على الوزراء، القدامى والجدد، الحرص والحذر في النفقات. وعليهم، على ضوء ذلك، وضع الإجراءات التقشفية بدءاً بأنفسهم.
ويجب على كل الوزراء تقليل النفقات لكن بشكل لا يؤثر على المواطنين أو يزيد من معاناتهم ولن يكون هذا عملاً سهلاً عليهم لكن لا مخرج أمامهم.
ومما لا شك فيه أن أمام الوزراء الجدد مهام صعبة تستدعي أن تكون لهم رؤية ثاقبة وحلول مبتكرة لمواجهتها والتصدي لها. وعليهم أن يضعوا في الحسبان أن الزمن قد تغير وأننا نعيش الآن في زمن أدوات التواصل الاجتماعي والوعي الجماهيري الكبير مما يعني بالضرورة، أن أية إخفاقات لهم ستكون مكشوفة في العلن وأن أي قصور منهم سيكون تحت المجهر وأنهم سيكونون محاسبين على أعمالهم فوراً أمام المواطنين.
والوزير مثله مثل الرئيس/المدير التنفيذي حيث يجب أن تكون له رؤية ورسالة وهدف وعمله هو أن يقود فريقاً ممتازاً من الموظفين ليحقق نتائج جيدة ترضي عملاءه وهم المواطنون العاديون. و يجب أن يتمتع الوزير بعقل مفتوح وبصيرة نافذة وأن يكون مرناً ومبتكراً وأن يترك «الأنا» في بيته قبل أن يتوجه إلى مكتبه في الوزارة. وعلى الوزير، قبل كل شيء، أن يتلقى الاحترام تلقائياً لا أن يطلبه أو يستجديه.
ولعل أولى خطوات الوزير نحو الإنتاجية هي الالتزام الكامل بساعات الدوام التي حددتها الحكومة فلا يتأخر أو يغيب عن العمل بدون عذر مقبول أو سبب قاهر خاصةً وإدارة الوقت أصبحت من ضرورات الحياة وكفانا من وقت ضائع في السابق.
وعلى الوزير أيضاً أن يحدد فريقه الذي سيعمل معه بإخلاص وتفان وأن يستبعد الفاسدين والكسالى الذين لا هم لهم غير قبض مرتباتهم في نهاية الشهر.
أما الوزراء الذين يتعاملون مباشرة مع الجمهور مثل وزير التعليم العالي ووزير الصحة فإنهم سيكونون تحت المجهر خاصة والمواطنون جميعاً يعلمون أن خادم الحرمين الشريفين كانت رسالته للوزراء الجدد واضحة عندما قال: «أول شيء ابدؤوا بالصدق»، والملك لم يضعهم في هذه المناصب إلا لخدمة شعبه.
وأتمنى أن يستفيد وزير الصحة الجديد من خبرات سلفه المهندس عادل فقيه الذي تولى مقاليد الوزارة بالوكالة والذي قدم الكثير في مجال الصحة رغم مشغولياته الكثيرة كوزير للعمل.
وعلى الوزراء تحسس نبض الشارع واحتياجات المواطنين والالتزام بالمتابعة الميدانية مع أمنياتي لهم بالتوفيق.

خالد عبدالرحيم المعينا

Leave a comment