Skip to content Skip to footer

“صاحبة السعادة” في بلاط “صاحبة الجلالة”

نسمع كثيراً الحديث حول تمكين الشباب وتمكين المرأة، ولكننا نادرا ما نرى نماذج فعلية لهذا التمكين على أرض الواقع، فلا الشباب يحصلون على مواقع قيادية بسهولة، ولا المرأة تتمكن من الحصول على ما تستحقه من مواقع قيادية إلا في حالات قليلة وربما نادرة. وهذا خلاف السائد عالميا، إذ يتمكن الشباب في عقدهم الرابع وربما الثالث من الوصول إلى مناصب وزارية، كما هو الحال في دول أوروبية عدة، أما المرأة فقد تمكنت من التربع على عرش دول كثيرة، وتعد جمهورية ألمانيا الاتحادية من أهمها، إذ ترأسها المستشارة أنجيلا ميركل باقتدار كبير.

تمكين الشباب وتمكين المرأة من العمل في المناصب القيادية ليس مغامرة في كل الأحوال، خاصة إذا كان الشاب مؤهلا، أو كانت المرأة قادرة على أداء المهام على أكمل وجه.

الصحفي المعروف، رئيس تحرير سعودي جازيت وعرب نيوز السابق، خالد المعينا، ضرب مثلا مهما للإيمان العميق بهذا التمكين على أرض الواقع وليس بالشعارات والكلمات، فقد أصر على أن تتولى تلميذته، الأستاذة سمية جبرتي، المؤهلة علميا وعمليا والتي تتلمذت في مدرسة المعينا لسنوات، منصب رئيسة التحرير في صحيفة سعودي جازيت التابعة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، خلفا لأستاذها المعينا.

ويحسب للقائمين على المؤسسة، وعلى رأسهم رئيس مجلس الإدارة، عبدالله صالح كامل، والمدير العام الدكتور لؤي قطان إيمانهم بحلم خالد المعينا في أن تتولى أول امرأة سعودية منصب رئيس التحرير في صحيفة يومية صادرة في المملكة. 

ولقد عرفت المعينا منذ سنوات وتزاملت معه في رحلات الوفود الإعلامية السعودية الرسمية، وهو مهني من طراز رفيع، وصاحب قلب كبير وتجربة ثرية، ومؤمن بتمكين المرأة والشباب، فهو دائماً ما يردد أن المرأة نصف المجتمع، وأن الشباب هم وقود المجتمع كله. وقد كان دائماً ما يصطحبني لمقر صحيفته ويردد توقعه بأن نائبته في ذلك الوقت، سمية، ستصبح رئيسة للتحرير يوما ما، وهذا ما كان بعد سنوات من التوقع. لقد رأينا المرأة أخيرا وقد أصبحت رئيسة تحرير، وفي السابق رأيناها عضوا في مجلس الشورى، وعميدة كلية، ونائبة وزير، ونتمنى أن نراها قريبا وزيرة وسفيرة. وكذلك نتمنى أن نرى شبابا في مواقع قيادية تليق بمستوى شباب هذا البلد الطموح، فالشباب هو طاقة المجتمع، والمستقبل يكمن في تمكين الشباب من المشاركة في رسم خارطة البلاد بشكل أجمل، يدا بيد مع رجال البلاد وسيداتها.

أضف تعليقا

هشام كعكي

Leave a comment