Skip to content Skip to footer

بلدية جدة وأصحاب المطاعم

الحملات التي شنتها بلدية جدة على المطاعم، والمقاهي، واستراحات السمك خلال الأسابيع القليلة الماضية كانت حديث مجتمع المدينة، حيث اشتكى بعض أصحاب المطاعم من قسوة تعامل مراقبي الأمانة أثناء تفتيش مطاعمهم عن أية مخالفات محتملة.
وقال بعض أصحاب المطاعم إن مفتشي الأمانة كانوا يدخلون المطعم بكل صلف وغرور ويتهمون صاحب المطعم أو مديره أو العاملين فيه بارتكاب المخالفات الجسيمة ويقولون لهم إنهم لديهم السلطة والصلاحيات بإغلاق المطعم والتشهير بمخالفاته. ورفع مفتشو الأمانة مستوى التحدي بادعائهم القدرة على إغلاق أي مطعم دون سابق إنذار وبترحيل العاملين المخالفين فيه.
ولا شك أننا كلنا مع النظافة ومع الحفاظ على الصحة العامة، لكن هناك أشياء يمكن أن تُعمل وأساليب يمكن أن تتبع قبل أن يكون ضرورياً على مفتش الأمانة دخول المطعم.
وذكر بعض المواطنين أن أحد مفتشي الأمانة طلب صاحب مطعم للأسماك أن يوضح في قائمة الطعام منشأ كل سمكة قبل أن يقدمها للزبون، واحتار صاحب المطعم في الإجابة غير أنه أبلغ المفتش بأنه يقوم بشراء كل أسماكه من سوق السمك بجدة الذي يعرفه المواطنون باسم «البنقلة». واندهش صاحب المطعم من هذا الطلب الغريب حيث إن مصدر أسماكه هي البنقلة التي تشرف عليها بلدية جدة نفسها.
ومعروف أن البنقلة التي توفر كل الأسماك التي يأكلها الزبائن في المطاعم والتي تقع تحت إشراف الأمانة متسخة جداً وغير صحية وتنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف كما أنها غير منظمة وتسودها الفوضى والأصوات العالية.
وقال صاحب المطعم لمفتشي الأمانة إن الأواني المستخدمة في البنقلة تحتاج إلى نظافة وتعقيم كما يحتاج العاملون فيها إلى الفحوصات الطبية.
وإذ أؤكد هنا أننا جميعا مع النظافة لأن صحتنا هي رأسمالنا وهي أهم شيء في حياتنا، إلا أنني كنت أتمنى أن تكون الأمانة حصيفة في تنفيذ حملاتها ومراقبتها لجودة ومستوى صناعة الغذاء وأن يقوم مفتشوها بعملهم بكل مهنية وإنسانيه واحترام للغير.
وبمناسبة الحديث عن النظافة والصحة العامة فقد نشرت إحدى الصحف المحلية مؤخراً تحقيقاً أكدت فيه أن منطقة الخمرة في جدة مليئة بالنفايات وأكوام الحديد وجثث الحيوانات مما يؤكد أن الأمانة ليست في عجلة من أمرها لتخفيف معاناة السكان في تلك المنطقة. ورغم أن الأمانة ليست مسؤولة عن المجاري وشبكة تصريف المياه الا أن مياه الصرف الصحي قد وصلت إلى بعض المناطق التي يوجد بها عدد من المطاعم مما خلق بيئة ملوثة بالجراثيم والبكتيريا.
وخلال تجوالي في منطقة وسط البلد مؤخراً شاهدت مياه المجاري بالقرب من الحديقة المجاورة للبحيرة، حيث تتجمع العائلات للتنزه والأطفال للعب. وعندما تجف هذه المياه فإن الحشرات الطائرة ستملأ المكان ناقلة الأمراض والأوبئة. وعليه فإنني، وبكل أدب واحترام، أطلب من الأمانة أن ترشها بالمبيدات والمطهرات حفاظاً على سلامة أسرنا وأطفالنا.
وهناك عدد من المناطق في مدينة جدة تعاني من نفس المشكلة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، سوق الخالدية الذي تحاصره أكثر من 200 نوع مختلف من البكتيريا.
وحتى لو كانت المطاعم في هذه المنطقة نظيفة وقانونية فإنه لا بد أن تصلها الجراثيم والبكتيريا المتوالدة في الشوارع القريبة منها مما يتسبب في أضرار كثيرة للصحة العامة، فالغذاء النظيف والسليم من حق كل مواطن، وفي نفس الوقت على الأمانة مسؤولية تنظيف البيئة حول هذه المطاعم.
وبالقطع فإن هذه المنطقة تحتاج إلى الاهتمام كما أن شوارعها تحتاج إلى الصيانة والإصلاح.
ومنطقة أخرى تحتاج بشدة إلى النظافة هي المنطقة الواقعة في بداية الكورنيش بالقرب من محطات التحلية خاصةً وبها عدد لا بأس به من المطاعم والكافيتريات.
وتنبعث روائح المجاري الكريهة في هذه المنطقة وعليه فإنني أرجو من عمال الأمانة الاهتمام بنظافتها وفرض العقوبات على أصحاب المباني الذين يسمحون للمجاري بتلويث المساحات خارج المطاعم.
وما أود التأكيد عليه هو أننا جميعاً مع النظافة والاهتمام بالصحة العامة لكن الأساليب التي يستخدمها مفتشو الأمانة في حملاتهم على المطاعم والمقاهي والكافيتريات واستراحات السمك يجب أن تكون أكثر مرونة ويجب إعادة النظر فيها حتى لا يتم تجريح أو تجريم أي إنسان.
ويجب أن تكون الحملات أكثر مهنية وأكثر احتراماً للآخرين وأن يبتعد المفتشون عن أساليب التهديد بالإغلاق والتشهير والترحيل.
وعلى الأمانة وضع القوانين والأنظمة الواضحة وتنفيذها بكل ذوق وإنسانية وأقول لأمانة جدة إننا معك قلباً وقالباً في حرصك على الصحة العامة لكننا أيضاً مع التعامل الإنساني الراقي الذي لا يجرح ولا يسيء.

خالد عبدالرحيم المعينا

Leave a comment