Skip to content Skip to footer

موظفي جمارك المطار.. رفقا بالقادمين

تناولت في مقالة سابقة بتاريخ 13/‏6/‏2014 تحت عنوان (لا تسامح بعد الآن مع السلوك غير اللائق) أوضحت فيها ضرورة تحلي موظفي الدولة وبالأخص الذين يتعاملون مع الجمهور بالصبر والتعامل الراقي، وقد دأب ولاة الأمر وفقهم الله في بلادنا الغالية على التركيز على أهمية خدمة المواطن والسعي إلى رفاهيته، وليس هذا بمستغرب بل إن خادم الحرمين الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – قالها بشكل واضح «أبوابنا وهواتفنا وآذاننا مفتوحة لمن له رأي أو حاجة».
ما دعاني لتكرار ما تناولته سابقا هو أن الأستاذة سارة، وهي سيدة فاضلة أرسلت إلي شكوى مريرة، وهي مستاءة جدا لما مرت به من موقف مع أحد موظفي الجمارك بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، هذا المطار الذي يعتبر بوابة المملكة للعالم الخارجي، وتصله أعداد كبيرة من المعتمرين والحجاج والزائرين وهو الأشهر في منطقتنا العربية والعالم.
اسمحوا لي أن أنقل إليكم شكوى هذه السيدة كما أوضحتها بالتفصيل.
تحكي السيدة بأنها قضت إجازة منتصف السنة في دبي مع زوجها وأطفالها الثلاثة، وكانت إجازة سعيدة، حيث النظام والترتيب والتعامل الراقي، بدءا من المطار ومرورا لداخل المدينة، غادرت الأسرة مطار دبي بعد انقضاء الإجازة، متوجهة إلى جدة، حيث لاحظت تغير الوضع من حال إلى حال من حيث شكل المطار وطريقة أخذ الركاب من الطائرة والسلم ونقلهم بالباص من الطائرة إلى تعامل مسؤولي رجال الأمن مع الركاب خاصة القادمين لأداء العمرة وارتفاع الصوت العالي، هذا المنظر يبعث في النفس الاشمئزاز. وتستمر لتوضح لنا أسلوب الوقوف في الطابور لختم الجوازات ومن بعده تبدأ رحلة المتاهات لأخذ الأمتعة، وكذلك الخدمات داخل صالة القدوم وسوء الحمامات وعدم تمكن استعمالها نسبة للروائح الكريهة المنبعثة منها، تواصل السيدة سرد الموقف داخل الجمارك وكيف أنهم طلبوا منهم تغيير الصف بعد الوقوف لمدة طويلة لإنهاء إجراءات تفتيش الأمتعة، كل هذه الأمور وإرهاق الأطفال من طول الانتظار وعدم وجود خدمات خاصة، وأطفالها كانوا في حاجة ماسة لاستعمال الحمام، فما كان منها إلا أن قالت بصوت مسموع: هذه فوضى…
سمع رجل الجمارك هذا الكلام، وألبس نفسه ثوب الوطني الغيور ووجه حديثا عنيفا للسيدة، قائلا (لو مو أحنا ما كنتي قاعدة مرتاحة في بيت أحنا الي نحميكم أحنا المفروض يلبسونا لبس العسكري)، ثم بعد قولته قام بسحب جواز السفر الخاص بها ورفع صوته عاليا غير مبال بزوجها وأطفالها وهددها بأن يرفع الأمر للأمير وخادم الحرمين الشريفين، وهددها أيضا بالاتصال بالشرطة، وهنا لم تتمالك السيدة نفسها، وقالت له (ارفع الأمر للأمير واتصل بالشرطة، حتسجني)، وعندما ردت عليه كانت مقتنعة تماما بأنها لم تقل شيئا يقلل من احترام هذا الرجل، وما قالته كان رأيها في المطار والفوضى التي رأتها، للأسف أصر موظف الجمارك وطلب جواز سفرها، وبعد مماطلة قام زوجها بتسليم جواز السفر وذهب معه للمكتب، وظلت هي جالسة مع أطفالها الثلاثة والإرهاق ظاهر عليهم جراء السفر والانتظار. ومما زاد استغرابها وهي في انتظار زوجها أنه أتى إليها موظف آخر منبها بأن هناك كاميرات تصوير.. هنا استغربت!! هل ما يقصده هذا الموظف هو استمرار لأسلوب التهديد والوعيد ؟!
بعد الانتظار لأكثر من ساعة حضر زوجها وأخذها والأطفال لمكتب الموظف، وتم توقيعها على صورة من جواز سفرها كتعهد بأنها تلفظت بألفاظ غير لائقة، بالفعل قامت بالتوقيع ليس من باب الاقتناع ولكن كما ذكرت لتخليص نفسها وأطفالها من هذا الموقف الغريب.
ذلك ما حدث للسيدة حسب إفادتها.. إني أرجو من سمو الأمير خالد الفيصل ومدير عام الجمارك البحث في هذا الأمر واتخاذ الإجراءات التي تحفظ لهذه السيدة حقوقها، حيث إن ما قالته السيدة رأي، وفي مصلحة المطار والوطن، وإن هي ذكرت بشكل واضح أن هناك فوضى فإنني أنضم إليها وأقول بكل صراحة وشفافية: بالفعل هناك فوضى ثم فوضى بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
ولا ننسى أن الأمير خالد قد ذكر أن مدينة جدة مؤهلة لأن تكون في مصاف المدن الأولى ليس في المنطقة فحسب، وإنما في العالم، اقتصاديا واجتماعيا ودينيا، لأنها بوابة مكة المكرمة، ولكونها المدخل لأقدس بقاع الأرض. هذا ما نادى به سموه. إذن فإن التحدي الكبير الذي يواجه الأمير لجعل جدة في مصاف المدن العالمية هو بناء الإنسان الذي سيستقبل ضيوف الرحمن والزائرين ويقدم الخدمات للجمهور.

خالد عبدالرحيم المعينا

Leave a comment