Skip to content Skip to footer

هل يوجد ضوء للأمة العربية في نهاية النفق؟

العالم العربي لا تعطي أملاً بذلك، ولا تشير إلى تحسن قريب في الأوضاع المتردية.

والربيع العربي، الذي تفاءل به الناس كثيراً، لم ينتج سوى الخيبات والانكسارات. وما إن هلّ ذلك الربيع بلا ميعاد، حتى سارع الانتهازيون بقطف ثماره. وكان من نتائج ما يعرف خطأ بالربيع أن الشباب الذين حطموا القيود وتحدوا الدكتاتورية العسكرية يقبعون الآن خلف القضبان.
وتسارعت الأحزاب الدينية والجماعات المتطرفة لاختطاف الثورات الشعبية وأدخلت العالم العربي في الفوضى والاضطراب.
ونجد اليوم أنهار الدماء تسيل منهمرة في بعض الدول العربية بينما المجموعات التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها حماة الديموقراطية وحقوق الإنسان تلجأ إلى القتل والتفجيرات والعنف لإسكات معارضيها.
وفي هذه الأثناء يموت الأطفال والنساء الأبرياء ويعانون يومياً من أصوات الانفجارات ودوي البنادق.
ففي العراق مثلاً تفشت الفوضى والطائفية بطريقة لم تكن معهودة في السابق وأدت إلى سيول متدفقة من الدم والأحزان.
وفي سوريا فإن الحرب الأهلية تستعر منذ أكثر من ثلاث سنوات وأدت إلى تهجير الملايين من أبناء الشعب السوري فقط لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة.
أما في اليمن فتعاقبت الثورات والثورات المضادة واستقوت الجماعات المسلحة وكانت الضحية هي الشعب اليمني المغلوب على أمره.
وفي ليبيا الموقف يستعصي على الفهم. ففي هذا البلد الذي كان مستقرا قبل ثورته رغم النظام الديكتاتوري الذي كان حاكماً، يوجد اليوم حكومتان وبرلمانان بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الإرهابين والمنظمات المتطرفة.
أما في مصر العزيزة فقد حكم الإخوان لمدة عام أظهروا خلاله وجههم الحقيقي، حيث كان ولاؤهم لجماعتهم وللتنظيم الدولي للإخوان وليس لمصر وشعبها العظيم.
وبعد أن استطاع الشعب أن يزيحهم في ثورة عارمة في الثلاثين من يونيو 2014 بمساندة قواته المسلحة، تحولوا إلى طبيعتهم الأصلية وعادوا إرهابيين كما كانوا دائما واستهدفوا أفراد القوات المسلحة والشرطة بتفجيراتهم الجبانة ومؤامراتهم الخائنة.
وفي تونس مهد الربيع العربي ومنطلق شرارته، حدثت الاغتيالات السياسية والانفلات الأمني، غير أن الشعب استطاع بفضل الله ودعمه أن ينجز انتخاباته العامة التي انهزم فيها حزب الجبهة أو الإخوان المسلمون الذين هم في حقيقتهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين أستغفر الله.
وفي غير ذلك من الدول العربية فإن ذيول الإرهاب ما زالت تنشط مهددة الأمن والاستقرار، عابثة بحياة الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين العزل.
وقد فشل القادة العرب في احتواء الانفلات في مهده وإعادة الأمن والاستقرار إلى دولهم التي سرعان ما غاصت في مستنقع الفوضى والدمار فتفككت مؤسساتها السياسية والاجتماعية وانحدرت نحو هوة سحيقة لا أمل في الخروج منها في المستقبل المنظور.
ولا يمكن للعالم العربي أن يعفي نفسه من مسؤولية ما يحدث له ولا يمكن أن ينكر تجاهله للأمراض الاجتماعية التي أدت في نهاية الأمر إلى إطلاق غول الطائفية البغيضة.
والولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد نفسها حارسة للحرية والديموقراطية في العالم، لها دور كبير فيما يحدث في عالمنا العربي اليوم فقد غزت العراق في عام 2003 ودمرت مؤسساته ومزقت نسيجه الاجتماعي وأخلت بتوازنه الديني وأدخلته في دوامة من العنف الطائفي لا يعلم إلا الله وحده متى ستنتهي وتتوقف.
والسياسة الأمريكية المنحازة دوما للكيان الصهيوني أدت إلى حالة الاحتقان وإلى زيادة حدة الغضب العربي. وسياسة أمريكا في الشرق الأوسط لا يمكن وصفها إلا بأنها فاشلة تماما بل ومسؤولة عن الدمار وعن أنهار الدم في المنطقة
وليس خافيا فشل الربيع في توفير الانعتاق والحرية للشعوب العربية المقهورة واليائسة التي كانت تتطلع دائماً للعزة والكرامة والرفاهية في ظل حكم عادل ورشيد.
وقد أدى فشل الربيع العربي إلى ظهور تنظيمات إرهابية شديدة التطرف مثل داعش وجد فيها بعض الشباب المضللين ضالتهم المنشودة فالتحقوا بركبها ليموتوا وهم في ميعة الصبا وريعان الشباب.
ونجد أنفسنا اليوم في مواجهة سيل من الأسئلة التي تبحث عن إجابات مقنعة وشفافة. فهل توجد لدينا استراتيجية واضحة ومتكاملة للخروج مما نحن فيه؟ وهل لدينا القدرة على إعادة البناء الاجتماعي. بما يحقق أحلامنا وتطلعاتنا؟ هل الشعوب العربية التي تتطلع نحو التنمية والازدهار قادرة على السير في الطريق الصحيح الذي سيوصلها لذلك؟
إن الإجابات الصادقة والصريحة لهذه الأسئلة هي التي ستحدد مستقبل المنطقة وستجيب على تساؤلنا: هل هناك ضوء في نهاية النفق في انتظار الأمة العربية؟

خالد عبدالرحيم المعينا

Leave a comment