قال مدير إدارة المبادرات والبرامج في وزارة الداخلية الدكتور عبدالعزيز ال هليل إن بعض شباب المملكة لهم ميول نحو اعتناق الأفكار المتطرفة، وأضاف في تصريحات له مؤخراً إنهم بدؤوا يتخذون هذا المنحنى بعد حضورهم بعض المحاضرات والاجتماعات.
وتعد مراقبة مثل هذه الأحداث وسيلة جيدة لاكتشاف الاتجاهات السلبية والمعادية في وقتٍ مبكر.
ويجب دعم هذه الخطوة وتشجيعها على المستوى الوطني بأكمله خاصة وقد أضعنا وقتاً طويلاً وفقدنا كثيراً من الشباب بسبب علماء التطرف الذين استغلوا عقولهم البريئة وقادوهم إلى مصيرهم المحتوم وهو الموت في ريعان الشباب.
ووكلاء الموت هؤلاء، الذين يروجون للعنف ويدعون الشباب لكراهية أي شخص يختلف معهم، هم في الواقع دعاة المنكر.
ومن خلال دعوتهم لعدم التسامح فإن هؤلاء الناس يتبنون أفكاراً هي في حقيقتها تناقض أسس الإسلام ومبادئه السمحة التي تدعو دائماً وأبداً للتسامح والسلام والحب.
وهؤلاء الدعاة ليست لهم أي عاطفة في قلوبهم وهم يتحدثون باستعلاء عن عذاب النار وبئس المصير ويشجعون طلابهم على القتل وسفك الدماء دون شفقة أو رحمة.
ومن خلال عقليتهم التكفيرية فإنهم يوصمون كل من لا يؤمن بفكرهم الضال بأنه ملحد وكافر ويصبح بالتالي أول أهدافهم للقتل.
وبالتالي فإن أعداءهم الحقيقيين ليسوا هم اليهود أو غير المسلمين إنما المسلم الذي لا يؤمن بفكرهم المتطرف أو مسلكهم الداعي للقتل وإراقة الدماء.
إن المتطرفين من أصحاب الفكر الضال إنما يدعون لنوعٍ مختلف من الجهاد حيث إن هدفهم ليس البناء بل التدمير وليست الدعوة إلى الحب بل الترويج إلى الكراهية وليست السعادة بل الآلام والأحزان. وبالأسف الشديد فإنهم استطاعوا غسل عقول بعض شبابنا الأبرياء وقادوهم إلى تفجير أنفسهم بلا طائل أو فائدة.
وفي عقولهم المريضة فإن كل من لا يتبع فكرهم الضال هو هدف مشروع للقتل والتنكيل.
عليه، ماذا نحن فاعلون؟
إن الأسرة هي خط الدفاع الأول وعليها أن تركز اهتمامها على أطفالها وهم يكبرون ويلاحظون أي علامة قد توحي بالمشاكل في المستقبل، وعلى الآباء أن ينتبهوا إلى خطورة مشاهدة المواد التلفزيونية التي تتضمن مشاهد الدماء الغزيرة والعنف المفرط.
وفي المدارس يجب أن ينتبه المدرسون أيضا وعليهم أن يوجهوا طلابهم نحو المناشط الرياضية، والأندية الأدبية والموسيقى والمسرح وغيرها من الممارسات التي تهذب السلوك وتغذي الوجدان، وليس سراً أن مدارسنا ظلت لردحٍ من الزمن وهي تهمل النشاطات غير الصفية والتي يمكن من خلالها الإفادة من طاقات الشباب من الجنسين.
ولعل من الأهمية بمكان أن نتواصل مع الشباب ونبحث قضاياهم بكل صدق وشفافية ونتشاور معهم ونغدق عليهم من الود والحب ما يطمئن قلوبهم ويطمر همومهم ويجعلهم أعضاء نافعين في المجتمع.
ونحن بلا شك مجتمع فوقي يتدفق فيه التواصل من الأعلى إلى الأدنى ولذلك فإن تواصلنا مع الشباب معيوب حيث لا نسمح بالتواصل من الأدنى إلى الأعلى وعليه فإننا نادراً ما نستمع إلى شبابنا ولهذا فهم يشعرون بأنهم غرباء عنا وفي سعينا الحثيث إلى جمع الثروات الطائلة فإننا نتجاهل الشباب ونهمل قضاياهم إلى أن يقع المحظور.
إن الوقت قد حان لنضع حداً لتأثير الفكر المتطرف على عقول شبابنا وهذا يأتي من خلال تواصلنا معهم بكل صدق وشفافية مما سيساعدنا على إنهاء سيطرة الدعاة المتطرفين وأمراء العنف والدم على شبابنا.
كما أن الوقت قد حان لكي نغلق الباب نهائياً في وجه الفكر الضال المنحرف ويمنع دخول المتطرفين الذين استطاعوا – في غفلةٍ منا – سرقة إيماننا الحقيقي. ويجب إغلاق هذا الباب اليوم وليس غداً.