شن برلمانيان كويتيان هجوماً شديداً على المواطنين الذين يسيئون لبلادهم في الخارج وطالبوا السلطات المعنية بسحب جوازاتهم.
وفي خبر نشرته صحيفة خليجية قال أحدهما وهو المحامي نبيل الفاضل: إن على وزير الداخلية أن ينظر بجدية في أمر المواطنين الكويتيين الذين يشوهون صورة بلادهم في الخارج.
وفي هذا السياق طالب عبدالحميد داتشي، عضو مجلس الأمة، بضرورة عرض هذه المسألة على البرلمان لمناقشتها.
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت بكثير من التصرفات التي يقوم بها المواطنون الخليجيون في الخارج وهي تصرفات لا تشبه ديننا أو تقاليدنا العربية الراسخة.
ورغم أن هؤلاء الناس قلة لكن الأضرار التي يسببونها لنا كثيرة جداً. وبسبب أفعال هذه القلة فإن أصابع الاتهام تطال كل مواطن خليجي بلا استثناء عندما تتناول الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية هذه التصرفات بالنقد.
ومن بين التصرفات الممجوجة التي استنكرتها الصحف الأجنبية هي قيام امرأة خليجية بضرب أبنائها بالشبشب على مرأى من كل الناس، ومثلها أيضاً عبث بعض الشباب الخليجي بنوافير المياه ورمي العلب والزجاجات الفارغة في الشوارع بدلاً من براميل القمامة المخصصة لها.
وفي خلال أسفاري الكثيرة شاهدت ما هو أسوأ من شبابنا ورجالنا وتحدثت –على استحياء- إلى بعضهم طالباً منهم الكف عن هذه التصرفات المستنكرة التي يقوم بها بعض السعوديين كوقوف أحدهم أمام المصعد مباشرة مما يعيق النازلين منه ويسبب لهم ضيقاً وحرجاً.
وقد تجد بعضهم يصر على الحديث للبائع بينما هو مشغول بخدمة زبون آخر. وسمعت أحد هؤلاء الباعة يقول لامرأة سعودية أصرت على لفت انتباهه لها بأنه مشغول جداً وأن مديره قد يعاقبه إذا تحدث لزبونين في وقت واحد.
وبالطبع هناك المجموعات التي تأتي بطعامها وشرابها إلى الحدائق العامة ثم ترمي بقايا الطعام والعلب الفارغة كيفما اتفق مما يؤدي إلى اتساخ هذه الأماكن العامة ويجعلها غير صالحة للاستخدام.
وحيث إن الشيء بالشيء يذكر فقد اشتكى مواطنو قرية أسترالية صغيرة إلى عمدتهم من تصرفات بعض الزائرين الخليجين. وقالوا في شكواهم إن أصوات الرجال عالية كما أن نساءهم يتغطون من الرأس إلى القدمين مما أخاف أطفالهم.
وغني عن القول إن هؤلاء النسوة المتوشحات بالسواد قد أخفن الأطفال الأستراليين في الحدائق العامة وجعلنهم يصرخون خوفاً وفزعاً لأنهم حسبوهن أشباحاً.
وبينما أؤمن بحق أي إنسان في أن يلبس ما يشاء ويفعل ما يريد، لكن لا بد أن أقول إننا نسيء لأنفسنا قبل الآخرين بمثل هذه الملابس وهذه التصرفات وقد أصدرت وزارة الخارجية تعليمات واضحة للمواطنين السعوديين المسافرين للخارج في إجازتهم الصيفية بضرورة توخي الحذر للمحافظة على أمنهم وسلامتهم وطلبت منهم على سبيل المثال أن يحفظوا جوازات سفرهم في أماكن آمنة وأن يبتعدوا عن مناطق النزاع وألا يأخذوا معهم أموالاً كثيرة عند الخروج لكن الوزارة لم تعلمهم كيف يحسنون التصرف في الأماكن العامة!! ومن هذه التصرفات الحميدة والسلوك القويم هي قول «شكراً» و«من فضلك» في حالة تقديم الخدمة وعند مخاطبة الآخرين.
وأذكر أنه في أحد مطاعم نيويورك الفاخرة ما إن بدأ مواطن سعودي يصرخ في وجه الجرسون الآسيوي الذي نظر إليه جيداً ثم قال له «سيدي إنني لا أحمل إقامة» بمعنى أنه ليس أجنبياً يعمل في السعودية لكي يتقبل الإهانة والصراخ.
وجاء مدير المطعم بعد ذلك وقال للمواطن السعودي بكل هدوء إننا لا نصرخ في بلادنا وإذا كانت لديك شكوى من مستوى الخدمة فمن فضلك قل لنا عليها.
وهذه التصرفات لا تحدث دائماً أو في أي مكان لكنها على أية حال تحدث. ففي الأسبوع الماضي فقط في دبي سمعت شباباً سعوديين يشتمون فلبينياً كان يجلس على طاولة الكاشير ولما وصلت عنده لم يعرف أنني سعودي لأنني كنت أرتدي البنطال والقميص وقال لي «لا تستغرب فإنهم سعوديون».
إننا لا نريد لصورتنا أن تتشوه بواسطة المواطنين سواء كانوا قليلين أو كثيرين وعلى السلطات المعنية أن تعاقب مثل هؤلاء الأشخاص بعقوبات مشددة حتى لو وصلت إلى سحب جوازاتهم.