Skip to content Skip to footer

شكرا.. لخدمة ضيوف الرحمن

اليوم الجمعة، هو ثاني أيام العيد وأول أيام التشريق وقد انتظم أكثر من مليوني حاج وحاجة في منى، مدينة الخيام، حيث سيمضون الليلة ويرمون غدا السبت، ثم يتوجه من تعجل منهم إلى مكة المكرمة إيذانا ببدء رحلة العودة إلى بلادهم.
وقد أدى الحجيج شعائرهم في سهولة ويسر بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل التسهيلات الكثيرة والخدمات المتكاملة التي وفرتها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
والحج ليس عبادة سهلة، فهو يتطلب مجهودات جسدية وذهنية كبيرة، لكنه الآن، وبفضل التسهيلات الكثيرة والمنشآت الكبيرة ومشروعات التنمية العملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، أصبح أشبه ما يكون بالرحلة السياحية الممتعة.
ولم تتوان حكومات السعودية المتعاقبة طوال السنوات الماضية من فعل كل شيء لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن الذين يتوافدون عليها من كل حدب وصوب ومن كل أصقاع العالم ليذكروا اسم الله في أيام معلومات.
وليس من السهل بالطبع التعامل مع ملايين البشر من كل الأجناس واللغات والخلفيات العرقية والثقافية، فهم يحتاجون إلى الكثير من الدعم والتوجيه، لكن السعودية التي شرفها الله سبحانه وتعالى بخدمة بيتيه الشريفين قد فعلت كل ذلك وأكثر.
وقد تنادى المسؤولون من مختلف الإدارات الحكومية، مواصلين الليل بالنهار، لتقديم الخدمات المتكاملة التي تمكن ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج بسهولة ويسر وفي أمن واطمئنان.
ويقف الملك سلمان شخصيا على راحة الحجاج وتستمر توجيهاته الكريمة بتقديم أفضل الخدمات لهم، فهم ضيوف الرحمن الذين شرفوا بلادنا بقدومهم.
ويجيء أمن الحجاج على رأس أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين ويضطلع بهذه المهمة الكبيرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ومن خلفه قواته من رجال الأمن العام، والجوازات، والدفاع المدني وغيرهم وهم رجال مدربون ومؤهلون لحماية أمن الحجيج وأمن الوطن والمواطنين.
وتتعدد الجهات المسؤولة عن خدمة ضيوف الرحمن ومنها وزارة الحج التي ما فتئت تستخدم أرقى وسائل التكنولوجيا الحديثة لإصدار التأشيرات، وتفويج الحجاج، وإسكانهم، ونقلهم والسهر على راحتهم إلى أن يعودوا لبلادهم سالمين غانمين.
ومنها أيضا وزارة الصحة التي تعمل على تقديم أفضل الخدمات الصحية، العلاجية والوقائية، لضيوف الرحمن وقد هيأت لهذه الغاية المستشفيات والمراكز الصحية في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، كما تعمل بجهود كبيرة على منع انتشار الأوبئة والأمراض وسط الحجاج، وهذا لعمري عمل عظيم يستحق الإشادة والتقدير.
وهناك أيضا وزارة الشؤون البلدية والقروية التي نفذت المشروعات التنموية العملاقة في المشاعر المقدسة لراحة الحجاج، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين وغيرها كثير من وزارات وإدارات حكومية وقفت كلها وقفة رجل واحد من أجل راحة ضيوف الرحمن الأعزاء.
ولن ننسى في هذه العجالة المتطوعين والكشافة الذين واصلوا الليل بالنهار من أجل خدمة الحجاج، وإرشادهم وتقديم الطعام والماء لهم ما يجعل إقامتهم بيننا رحلة ستظل محفورة في قلوبهم وعقولهم.
وقد شاهدت مناظر تدعو للفخر والإعجاب أبطالها متطوعون يحملون كبار السن من الحجاج ويقدمون لهم الطعام والماء لوجه الله امتثالا لقوله تعالى «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا».
ولهؤلاء الشباب ولغيرهم من المواطنين الأعزاء الذين أسهموا بقدر جهدهم واستطاعتهم، في خدمة ضيوف الرحمن التي هي واجب مقدس علينا، أقول لهم شكرا وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتهم.
هنيئا للحجاح حجهم وأسأل الله أن يتقبل منهم وأن يعيدهم لبلادهم سالمين غانمين وأن يشرفنا بخدمتهم كل عام، ونسأله تعالى أن يتغمد شهداء حادثة التدافع برحمته، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل.

خالد عبدالرحيم المعينا

Leave a comment