منذ أن تشكلت مع سلوفينيا بعد انقسام تشيكوسلوفاكيا إلى دولتين، لا تزال جمهورية التشيك تناصب العداء لكل ما هو عربي ومسلم، وقد أعلنت بوضوح تام أنها لا ترغب في المهاجرين واللاجئين العرب والمسلمين.
وقال رئيس حكومتها بوهوسلاف سوبوتكا إنه لا يريد أن يرى جالية مسلمة كبيرة تتشكل في بلاده، بمعنى «أيها العرب والمسلمون التزموا بلادكم ولا تجوا عندنا».
وقد اقترح رئيس الحكومة اليمينية لكل عضو بتحديد عدد المهاجرين الذين يمكن استضافتهم وذلك حتى لا تمتلئ دول الاتحاد، ومن بينها بلاده، باللاجئين الذين أجبرتهم الحروب والظروف السيئة في بلادهم على اللجوء والابتعاد عن الديار.
وقال سوبوتكا بكل فخر واعتزاز إنه «ليست لدينا جالية مسلمة كبيرة هنا»، وكان يعتبر أن هذا شيئا جميلا ونموذجا يجب أن تحتذيه الدول الأوروبية الأخرى.
ويقدر عدد الجالية المسلمة في جمهورية التشيك ما بين عشرة إلى عشرين ألف فرد، بينما يبلغ عدد سكان البلاد نحو عشرة ملايين نسمة.
واستطرد قائلا: «لذلك، وبكل أمانة، فإننا لا نريد أن تتشكل جالية مسلمة كبيرة في بلادنا خصوصا مع المشاكل التي نراها في الدول الإسلامية».
وكان رئيس الوزراء يتحدث في مقابلة مع صحيفة «برافو» التشيكية اليومية قبل يومين من الزيارة المقررة لبراج التي ستقوم بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي عرفت على مستوى أوروبا والعالم بتعاطفها الإنساني مع اللاجئين وقال سوبوتكا إنه يختلف في وجهة نظره مع ميركل في الكيفية التي يمكن بها حل مشاكل تدفق المهاجرين إلى أوروبا والتي ظلت تحث دول الاتحاد الأوروبي على قبول حصة أكبر من اللاجئين تقديرا لظروفهم الإنسانية.
والغريب في الأمر أن تشيكوسلوفاكيا قبل انقسامها إلى دولتين كانت تحتضن كثيرين من القادة الفلسطينيين وكانت تؤيد القضية الفلسطينية إلا أن جمهورية التشيك اتخذت موقفا مغايرا.
ولم تحاول جمهورية التشيك أبدا إخفاء عدائها لنا ففي الصيف الماضي عندما قام بعض مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بتصرفات فريدة استهجناها وأدناها في وقتها، طالبت جمهورية التشيك بعدم منح السعوديين تأشيرات زيارة لدخولها.
وفي الحقيقة لا أستغرب مواقف التشيك العدوانية بالنظر إلى تاريخ هذه الدولة مع قضايانا، فقد كانت جمهورية التشيك من بين تسع دول في العالم كله صوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء دولة فلسطين، وكانت جمهورية التشيك هي العضو الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي وقف ضد إنشاء دولة فلسطين.
وقد قال رئيس الوزراء السابق بيتر ينكاس وهو يتحدث إلى صحيفة «جيروسالم بوست» الإسرائيلية «نحن نكن مشاعر ود خاصة تجاه إسرائيل فهي دولة صغيرة محاطة بالأعداء من كل جانب»، والحكومة التشيكية الحالية وحكومة المجر وغيرها من حكومات دول أوروبا الشرقية هي حكومات يمينية تدعم سياسة إسرائيل في تقتيل أبناء الشعب الفلسطيني وهي بذلك تؤيد انحياز الولايات المتحدة الأعمى لدولة الكيان الصهيوني ولا تتبع السياسة المتوازنة التي تتبناها دول المجموعة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية رغم ما لنا عليها من ملاحظات.
وفي صربيا وجه الصيادون بنادقهم نحو صدور اللاجئين بدلا من اصطياد الطيور التي خرجوا لاصطيادها وذلك بمجرد أن شاهدوا بعضا من هؤلاء اللاجئين.
وقد حان الوقت لاتخاذ الإجراء المناسب ضد كل من يسيء إلينا ويساعد في قمع الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره والذي أصبحت قضيته الآن في أضابير القضايا المنسية.
إن هذه الدول لا تريد معنا غير العلاقات التجارية والاقتصادية لجني الأموال والتربح على حسابنا ليس أكثر من ذلك، وقد آن الأوان لكي نقول لهم بكل وضوح إن طريق العلاقات ليس له مسار واحد لكنه طريق مزدوج ذو اتجاهين.
علينا إذن، وقد أصبح انحياز هذه الدول ضدنا واضحا ومكشوفا أن نقاطع هذه الدولة على كافة الأصعدة، وأن نقاطع منتجاتها تماما حيث يمكننا الحصول عليها من أي مكان آخر.
وأقول بكل صدق وصراحة إننا لا نستفيد من دول شرق أوروبا بقدر استفادتها منا إذا كانت المصالح هي المعيار للعلاقات، وليس لي عداء شخصي مع شرق أوروبا لكنها تجاوزت كل الحدود معنا، وقد آن الأوان لنرد لها الصاع صاعين، وأن نقول لها كفى فلا يمكنك تحقيق مصالحك الاقتصادية والتجارية على حساب قضايانا المشروعة.
وهذه دعوة صريحة لمقاطعة كل دولة لا تناصر قضايانا العادلة أو تناصبنا العداء ويجب أن نقطع حبل الصبر على تجاوزاتها فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.